طلاب، مُستَخدّمين، قادة:
منهاج الحكمة، الخدمة والشرف

الأطفال الذين نعلِّمهم في المدارس المستقلة الدولية سيُفكِّرون ويتعلمون في القرن الواحد والعشرين، وهو زمن يتميز بطريقة مختلفة في التفكير- تفكير عالي المستوى يُركِّز على التكيُّف مع العالم الذي يتبدَّل سريعاً. لم يعد ممكنًا الإبقاء على طلبة المدارس المستقلة الدولية طلبةً مُتلقّين للحقائق والأرقام فحسب، يقومون بنسخ المعلومات في ذاكرتهم وحفظها بإخلاص لكي يسهُل عليهم نسيانها بعد فروغهم من أداء الاختبار وفور تسليمهم ورقة الاختبار. ففي عالم لا تتوقف فيه المعرفة عن التمدد والاتساع يكون التحدي الأصعب الذي يواجهنا كمُربّين هو البقاء في المقدمة، أي أنّ نستبق ذلك التوسع والتمدد بتعليم طَلَبتنا أن يكونوا مُفكرين أفضل.

تتبنّى المدارس المستقلة الدولية برنامجاً أكاديمياً يتمحور حول الطالب ويركِّز تحديداً على تنمية ذلك النوع من مهارات التفكير الناقد والخلاّق. نحن نُصمّم أنشطة تعليمية لطلبة الحضانة وحتى الصف الثاني عشر مهمتها أنْ تأخذ تلاميذنا إلى النضوج كبالغين مُستعدّين لحياة من التفكير العميق والتعلُّم. أولاً: نحن نشجّع أطفالنا على توسيع آفاقهم الذهنية لبلوغ مستوى أعلى من التفكير. المعرفة، الفهم، والتطبيق هي درجات أساسية أولى في سُلَّم التفكير، والتي يجب أنْ تقود نحو مستويات أعلى من الاستنتاج، التحليل، التفسير، الفرضيات، والتقييم. طلَبتنا باحثون بطبيعتهم، ومع منهاج يدور حول التفكير الناقد، سيُمسي بحوزتهم تلك الأدوات الحيوية التي تُعزز وتُحفِز الفضول والرغبة في الاستقصاء.

بالإضافة إلى دعم التفكير الناقد فإنّ الصُفوف في المدارس المستقلة الدولية ترعى التفكير الإبداعي، وهذا بمراعاة وإبراز ما يتميّز به كل طفل، وبتوفير تحدّيات وتجارب غير مُحدّدة النتائج والتي قد تتمخض عن أكثر من استنتاج واحد بعينه. الفصل الدراسي الذي يعمّه التفكير الإبداعي ينتِج الفصاحة، المرونة، والأصالة، فيما هو يقدِّم أفكارًا خلّاقة في سياقات متنوِّعة ومتباينة، والتي يتم اسيتعابها عَبر منظومات ورُؤىً فريدة. وفي النهاية فإنّ الغرفة الصفية التي تدعم التفكير الإبداعي هي غرفة صفية لامتناهية الامكانيات، وكل غرفة، قاعة عرض، صالون، حقل، أو مكتب، في المدارس المستقلة الدولية، مُؤمنٌ بهذه العقيدة.

كَمُربّين، نحن نهب لتلاميذنا فُرصًا غير معدودة لتنمية قُدُرات التفكير الناقد والإبداعي، مستعينين بالتقنيات الحديثة (التكنولوجيا)، والخبرات والخُبراء، والرغبة. كقادة للمستقبل، وحلاّلون للمشاكل، فإن طلَبتنا سيصارعون، على الدوام، تحديات لا يسعنا اليوم سوى أنْ نتخيلها فقط. كم هي مُثيرة وتتدفق بالحياة آفاقهم المستقبلية، وإنّه لامتياز لنا أنْ نختص بمشاركتهم تلك الرحلة.

في المدارس المستقلة الدولية نحن نتحدى بعضنا البعض لكي نتعلمَ بشغف.